تعاون متكامل بين أياف وجذور: تمكين المهنيين الفلسطينيين لقيادة الاستجابة لطوارئ الصحة العامة

May 28, 2025

يمثل التعاون القائم بين مؤسسة جذور للصحة والتنمية الاجتماعية والأكاديمية الدولية للصحة المجتمعية (أياف) جوهر ما يمكن تحقيقه عندما تتوحد الجهود بهدف مشترك وهو تعزيز قدرات القوى العاملة في مجال الصحة العامة في البيئات الأكثر حاجة للدعم والتطوير.

ففي خطوة نوعية نحو تعزيز الاستجابة لحالات طوارئ الصحة العامة في فلسطين، تكفلت مؤسسة جذور بتوفير منح دراسية كاملة لستة مهنيين فلسطينيين — مع إيلاء اهتمام خاص لتمكين النساء — للالتحاق ببرنامج الماجستير التنفيذي المهني في إدارة طوارئ الصحة العامة الذي تقدمه أياف.

يزوّد هذا البرنامج منتسبيه بمهارات قيادية حيوية خلال الأزمات، تشمل التأهب للطوارئ، والتواصل الفعال بشأن المخاطر، والاستجابة السريعة للفاشيات، وبناء أنظمة صحية مرنة ومستدامة. ويهدف، بسعي مشترك بين أياف وجذور، إلى تمكين المهنيين الصحيين بالمعرفة التقنية العميقة والقدرات القيادية الفذة اللازمة للعمل في بيئات مليئة بالتحديات وشحيحة الموارد.

"أؤمن بأن هذا البرنامج سيكون نقطة تحوّل في مسيرتي المهنية — فهو يطوّر من تفكيري الاستراتيجي، ويعمّق فهمي للطوارئ المعقدة، ويمنحني الثقة لأكون مستعدة للقيادة في مواقف حرجة ضمن قطاع الصحة العامة". - نسرين نزال، طالبة في برنامج الماجستير

فبينما تكفّلت جذور بتقديم الدعم المالي عبر المنح، تولّت أياف مسؤولية تيسير القبول الأكاديمي، وتوفير التهيئة اللازمة، والإرشاد العلمي الموجه، وتكييف التجربة التعليمية لتلائم السياق الصحي في فلسطين، ما وفّر للطلاب تجربة متكاملة وداعمة على امتداد مراحل البرنامج. وقد حرص الطرفان على أن تنعكس هذه التجربة على واقع الممارسات الصحية وتستجيب لأولويات النظام الصحي الفلسطيني.

ولن يقتصر أثر هذا التعاون على النجاح الأكاديمي فحسب، بل سيُسهم في إعداد هؤلاء الطلاب لتولّي أدوار قيادية فاعلة في منظومة الصحة العامة الفلسطينية، وتمكين مؤسساتهم من تعزيز جاهزيتها لمواجهة الطوارئ، وتحسين استجابتها للأزمات، وحماية صحة المجتمعات.

ويمثل هذا الإنجاز نقطة انطلاق لمسيرة أطول؛ إذ تعمل أياف وجذور حاليا على استكشاف آفاق تعاون إضافية، تشمل تقديم منح دراسية جديدة للدفعات المستقبلية من برنامج الماجستير، وتطوير دورات قصيرة مشتركة تُعنى بالتحديات الصحية الإقليمية الملحة، وتنظيم ورش عمل وبرامج نوعية لبناء القدرات.

وفي ظل ما يشهده القطاع الصحي من تطورات وتحديات متسارعة، نؤمن في أياف وجذور إيمانا راسخا بضرورة تأهيل قيادات محلية ملهمة، تمتلك الكفاءة العالية، وتتحلى بالروح الإنسانية، وتستند في قراراتها إلى أسس علمية راسخة.

إن هذا التعاون بين جذور وأياف ليس مجرد مبادرة تعليمية، بل هو استثمار إستراتيجي في مستقبل الصحة العامة في فلسطين والإقليم. فمن خلال تمكين الكفاءات المحلية وتعزيز قدراتها القيادية في أوقات الأزمات، نرسم معا ملامح منظومة صحية أكثر استعدادا ومرونة. وبينما يواصل خريجو هذا البرنامج رحلتهم المهنية، سيظل هذا التعاون شاهدا على ما يمكن تحقيقه عندما تتلاقى الرؤى ويلتقي الالتزام بالعمل من أجل غد أكثر أمانا وصحةً للجميع.

انشر الخبر