الأمراض السارية

تمثل الأمراض السارية تهديدا حقيقيا للحياة، وضعف أداء في المدارس، وفقدان الإنتاجية الاقتصادية. وهي ناجمة عن مجموعة من الكائنات المجهرية وتنتشر مباشرة من شخص إلى آخر أو من الحيوان إلى الأنسان، ومن خلال لدغات الحشرات وعن طريق تناول الأغذية أو المياه الملوثة. ويتحدد انتشار الأمراض السارية وتوطنها في منطقة ما بعوامل كثيرة مثل الفقر، والأمية، وسوء ظروف السكن، وسوء المرافق الصحية، والافتقار إلى إمدادات المياه المأمونة، وتأثير العوامل المناخية، والأنشطة الاجتماعية والاقتصادية، وإزالة الغابات، والتحضر السريع، والظروف البيئية. انتشار وانتقال هذه الأمراض من بلد إلى آخر والى القارات يزداد من خلال سهولة وسرعة الانتقال والسفر والعولمة وتغير المناخ وحركة السكان والحرب والاضطرابات. ومع ذلك، تحدث الأمراض السارية في شكل وباء وإعادة ظهورها نتيجة لتدمير برامج المكافحة ونتيجة لظروف الكوارث والطوارئ الطبيعية او من صنع الأنسان.

وعلى الصعيد العالمي، يولى مزيد من الاهتمام للأمراض السارية ذات الاعتلال والوفيات العالية في حين أن القضاء على بعض الأمراض السارية أو استئصالها أمر مستهدف. وقد تختلف الأولويات في كل منطقة، مع فهم مشترك لوقف انتشار الأمراض السارية التي تثير قلقا دوليا. والمعرفة السليمة بديناميكية انتقال الأمراض السارية هي مفتاح النجاح في مكافحتها والقضاء عليها. ويلي ذلك الاستفادة الفعالة من الموارد المتاحة لمواصلة جهود مكافحة الأمراض والقضاء عليها، حيث إن انبعاثها شائع جدا مع انهيار برامج المكافحة لهذه الأمراض.

إن الوقاية من انتشار الأمراض السارية ومكافحتها هي في صميم عمل وزارة الصحة والنظام الصحي العام. هناك العديد من الطرق للوقاية من الأمراض ومكافحتها، من بينها مكافحة ناقلات الأمراض، والتطعيم، وإمدادات المياه المأمونة والصرف الصحي والبيئي، وغسل اليدين واستخدام الأدوية. ومع ذلك، من المتوقع أن يكون هناك تأثير مستدام مع التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ومشاركة المجتمع المحلي، والتعاون بين القطاعات المختلفة، وإنفاذ القوانين والأنظمة، لا سيما في المناطق الحضرية، ونظام الصحة العامة القوي. ويكتسي التعاون بين البلدان المتجاورة وبين الأقاليم المختلفة أهمية قصوى. وينبغي أن تقود البحوث والابتكارات جميع هذه الجهود في مختلف المجالات المتصلة بالأمراض السارية والسيطرة عليها.

 

البرامج التدريبية