السلامة الحيوية في المختبرات الطبية
أدى التقدم في مجال التكنولوجيا الحيوية والبحوث الطبية الحيوية إلى إنشاء مختبرات متطورة للغاية بمستويات مختلفة من المخاطر الحيوية في العديد من المجالات مثل علم الأحياء الدقيقة وعلم المناعة وعلم الوراثة وتكنولوجيا النانو وغيرها. وتفرض بعض المختبرات البحثية، مثل تلك التي تتعامل مع المواد شديدة الإمراض والكائنات المعدلة وراثيًا وتفشي الأمراض المعدية، مخاوف صحية أكبر بسبب مخاطرها الحيوية العالية المحتملة على البشر والبيئة مجتمعة، ويمكن السيطرة على هذه المخاطر الحيوية واحتوائها من خلال التنفيذ الصحيح للإجراءات المعتمدة دوليًا مثل التعامل السليم مع معدات المختبرات، والمرافق الكافية، والتعرف على حالات الطوارئ المخبرية واحتوائها، والتدريب المناسب وتثقيف العاملين في المختبرات.
لقد أدركت منظمة الصحة العالمية (WHO) منذ فترة طويلة أن السلامة، وعلى وجه التحديد، السلامة الحيوية من القضايا الدولية الهامة والشغل الشاغل للصحة العامة. ونشرت منظمة الصحة العالمية الإصدار الأول من دليل السلامة الحيوية للمختبرات في عام 1983 وفي جميع الإصدارات اللاحقة تم تسليط الضوء على الركائز الرئيسية لإدارة المخاطر الحيوية: السلامة الحيوية والأمن الحيوي، وتساعد السلامة الحيوية بشكل أساسي في تحديد المخاطر المحتملة المرتبطة بالمختبرات المختلفة اعتمادًا على تصنيف المخاطر الحيوية الخاصة بهم. ويساعد فهم المخاطر في تنفيذ التدابير الوقائية اللازمة والتي تعد الخطوة الأولى والرئيسية في إدارة المخاطر الحيوية في المختبرات الطبية، ومن ناحية أخرى، يضمن الأمن الحيوي الحماية والرقابة والمساءلة للمواد الحيوية القيمة داخل المختبرات لمنع الوصول إليها دون تصريح ، وفقدانها، سوء الاستخدام أو الإطلاق المتعمد، وتشمل السلامة الحيوية والأمن الحيوي العديد من تدابير الرقابة التي قد تتداخل وإن تنفيذ إجراءات السلامة المناسبة والتدابير الآمنة سيضمن حماية العاملين في المختبر، ومن خلالهم البيئة والصحة العامة.