مقاومة مضادات الميكروبات
تؤدي الأدوية دورًا مهمًا في تقديم الرعاية الصحية، وعند استخدامها بشكل صحيح، يمكن أن تساعد في علاج الأمراض وتخفيف الأعراض وتخفيف آلام المرضى. ويتطلب الاستخدام الرشيد للأدوية أن يتلقى المرضى الأدوية المناسبة لاحتياجاتهم الصحية، بجرعات تفي بمتطلباتهم الخاصة، على مدى فترة زمنية مناسبة، وبأقل تكلفة ممكنة لهم ولمجتمعهم. ومع ذلك، يعد الاستخدام غير الرشيد للأدوية مصدر قلق كبير في العديد من البلدان.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية ، يتم وصف أكثر من نصف الأدوية أو صرفها أو تسويقها بشكل غير صحيح ، ونصف المرضى لا يتناولونها بشكل صحيح. كما يؤدي الإفراط في استخدام الأدوية أو سوء استخدامها إلى إهدار الموارد الشحيحة ويشكل مخاطر صحية واسعة النطاق وأن أحد أكثر الاستخدامات غير الرشيدة شيوعًا للأدوية هو الاستخدام غير المناسب لمضادات الميكروبات، مما يؤدي أيضًا إلى نشوء مقاومة مضادات الميكروبات (AMR)
تظهر مقاومة مضادات الميكروبات لأن البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات تتكيف مع هذه المضادات، مما يؤدي إلى عدم كفاءة الأدوية وإلى حدوث الالتهابات المستمرة. فضلاً عن زيادة خطر الإصابة بالأمراض الخطيرة وانتقالها، تشكل مقاومة مضادات الميكروبات تهديدًا عالميًا هائلاً لصحة الناس، مما يعرض للخطر القدرة على الوقاية من مجموعة متنوعة من الأمراض المعدية وعلاجها، وفي منطقة شرق المتوسط، تتفاقم مقاومة مضادات الميكروبات بسبب نقص القدرات المخبرية والإشراف على مضادات الميكروبات والبيانات الجيدة.
وتعتبر القوى العاملة الصحية عاملاً حيوياً في تقديم رعاية صحية عالية الجودة. وتعتمد قدرة النظم الصحية على الأداء الجيد والاستجابة بفعالية للتحديات الصحية مثل مقاومة مضادات الميكروبات على قوة عاملة صحية مدربة وفعالة ومؤهَّلة بشكل كافٍ وتتم إدارتها بشكل جيد- تؤكد الاستراتيجية العالمية للموارد البشرية للصحة: القوى العاملة 2030 على الأهمية الحاسمة لتحديد تحديات القوى العاملة الصحية من خلال التدريب والتعليم الفعالين. وإدراكًا لهذه الحاجة، طورت الأكاديمية الدولية للصحة العامة منهجًا تدريبيًا حول القضايا المتعلقة بمقاومة مضادات الميكروبات التي تستهدف المتخصصين في الرعاية الصحية.