بناء الروابط وتعزيز التعلم: كيف تميزنا الجلسات التفاعلية في الأكاديمية الدولية للصحة المجتمعية

بناء الروابط وتعزيز التعلم: كيف تميزنا الجلسات التفاعلية في الأكاديمية الدولية للصحة المجتمعية
نؤمن في الأكاديمية الدولية للصحة المجتمعية (أياف) بأن التعليم يتجاوز حدود التجربة الفردية للمتعلم. ففي ظل التحديات المتفاقمة التي تواجه عالم الصحة العامة اليوم، باتت الدراسة الفردية ليست وحدها منبع الحلول، بل التفاعل الحيوي، والتعاون المثمر، والنقاش النقدي البنّاء.
ومن هذا المنطلق، جعلت أياف من الجلسات التفاعلية نصف الشهرية عنصرا أساسيا في برامجها، مما يميزها عن تجارب التعليم الإلكتروني التقليدية.
في حين تكتفي العديد من المؤسسات بتقديم قراءات ومحاضرات مسجلة، ترسخ أياف مفهوما أعمق للتعليم، حيث يصبح الطلاب جزءا لا يتجزأ من مجتمع تعليمي عالمي حيوي، ينبض بالتفاعل الخلاق، وتبادل الخبرات الثرية، والنمو المشترك.
"حضرت ندوة تفاعلية مثرية قدمها الدكتور سيّد بعنوان أهمية نهج الصحة الواحدة للوقاية من الأوبئة، ولماذا نتجاهله باستمرار. أتاح النقاش المفتوح للمشاركين فرصة استكشاف حلول عملية وتحديات تطبيق استراتيجيات الصحة الواحدة، مما عزز الإحساس بمدى أهمية هذا النهج في أجندة الصحة العالمية." — د. محمد دواليه، طالب في أياف
ينتمي طلابنا إلى بلدان وخلفيات مهنية وأنظمة صحية متنوعة، ما يثري التجربة التعليمية بمنظورات متعددة. وتتناول كل جلسة قضايا حقيقية وراهنة في مجال الصحة العامة، على المستويين الإقليمي والعالمي، لضمان بقاء طلابنا على اطلاع واستعداد دائم للقيادة.
كيف تعيد جلساتنا التفاعلية تعريف تجربة التعلم؟
1. تعزيز الفهم من خلال التفاعل المباشر
نوفر لطلابنا فرصة التفاعل المباشر مع خبراء في الميدان، لطرح الأسئلة، وطلب التوضيح، والتعمق في موضوعات معقدة مثل نهج الصحة الواحدة وإدارة الطوارئ الصحية العامة، وهي مجالات يكون للفهم الفوري فيها أثر بالغ.
2. الربط بين التعلم النظري والتطبيق العملي
تتطلب إدارة حالات طوارئ الصحة العامة قرارات سريعة ومبنية على المعرفة. ومن خلال النقاشات، ودراسات الحالة، وتمارين المحاكاة، يرى الطلاب كيف يمكن تطبيق النظريات في الواقع العملي، ما يعدهم لمواجهة تحديات المستقبل بكفاءة.
سلطت الجلسات الأخيرة، مثل تلك التي تناولنا فيها نهج الصحة الواحدة مع خبير الصحة العامة الدكتور سيّد همّت، الضوء على أهمية فهم الروابط بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة كعنصر أساسي في الوقاية من الأوبئة، ولماذا ينبغي على الطلاب أن يكونوا مستعدين لتطبيق هذه الرؤى بشكل عملي، لا أن يكتفوا بفهمها نظريا فقط.
3. تعزيز التفاعل وبناء مجتمع تعليمي متماسك
تحفز الجلسات المباشرة المنتظمة الطلاب على البقاء مندمجين ومتصلين، ما يحول التعلم الإلكتروني إلى رحلة تعليمية جماعية قائمة على الحوار والنمو المشترك.
4. تنمية المهارات الأساسية للقيادة في مجال الصحة العامة
يساهم التفاعل النشط في صقل مهارات التفكير النقدي، وحل المشكلات، والعمل الجماعي، واتخاذ القرار تحت الضغط — وهي كلها مهارات ضرورية لكل من هو مقبل على القيادة في مجال الصحة مستقبلا.
5. التشبيك خارج نطاق الغرفة الصفية
لا تقتصر هذه الجلسات على التعلم فقط، بل تتيح للطلاب فرصا للتواصل مع أقرانهم وخبراء من خلفيات وأنظمة صحية مختلفة، مما يوسع آفاقهم المهنية ويثري خبراتهم.
6. دعم مشاريع التخرج وضمان النجاح في التقييمات
مع اقتراب الطلاب من إنجاز مشاريعهم النهائية وتقييماتهم، توفر الجلسات التفاعلية التوجيه اللازم، وتوضح التوقعات، وتعزز ثقتهم بأنفسهم، ما يساعدهم على صقل أفكارهم وإنجاز متطلبات التخرج بنجاح.
في أياف، يتجاوز التعليم حدود تلقين المعلومات، ويتعداه إلى التفاعل الحيوي، والانتماء، والاستعداد الواقعي لميادين العمل. فمن خلال لقاءاتنا التفاعلية النصف شهرية، ينخرط كل طالب في بيئة أكاديمية نابضة بالحياة، يقدر فيها وجوده، ويسمع صوته بإنصات، ويستثار فكره بتحديات بناءة، ويعزز دوره كقائد ملهم في الغد.
إن التزامنا الراسخ بهذا النموذج التعليمي الحيوي والتشاركي هو جوهر ما يميز أياف، وهو السلاح الذي نزود به طلابنا ليحدثوا أثرا ملموسا ومستداما في ساحات الصحة العامة حول العالم.